[ برب - باك - أوكي -هاي ] على طاولة اللغة العربيّة !.

حوار حاد بين اللغة العربية واللغة الأجنبيّة .

اجتمعت الحروف على أريكة السطور
فاشتكى السطر يومـًا من تصادم الحروف ،وعراك الكلمات ،في منافستها للوصول إلى عرش اللغة
تأفف حرف..ثم تقدم بكل غطرسة لحرف البيان الندي..
هاي: هاي
مرحـبًا: ماذا قلتِ ؟ عفوًا لم أفهم قولك !!
هاي: هاي يعني بالعامية سلام
مرحـبًا: فسَّرتِ مجهولاً بمجهول
هاي: من أي لغة أنت؟! يعني مثل مايقولون في اللغة العربية: مرحبًا؟
مرحـبًا : ابتسمت ثم قالت: الآن فهمت عليكِ.. مرحبا..

[وفي وسط هذا النقاش
كانت (أوكي ) تسمع الحوار بين ( هاي ) و (مرحبا) ]

فقالت أوكي : أوكي فهمت رفيقتي

[شد هذا الإسلوب الغريب (حسنـًا ) وأحست بينها وبين ( أوكي ) رباطًا وثيقًا
لكن ثمة شيء غريب يفرق بينهما]

فقالت حسنـًا : ماذا قلت أوكي لمرحبا ؟!
قالت أوكي : كما سمعتِ قلت لها أوكي على نصحها لرفيقتي
تعجبت حسنًا ثم قالت: ما معنى أوكي ، هل هي أسلوب مدح أم ذم..؟!
لأنني حقـًّا لم أفهم معناها..

ضحكت أوكي بصوتها العالي إزدراءفقالت لرفيقتها لاتفهم لغتي
وبعد الانتهاء من سخريتها
قالت: معنى كلمتي..بالعامي يعني طيب..وباللغة العربية عندكم..حسـنـًا!
ابتسمت حسنـًا وقالت: نعم الآن فهمت عليكِ..وهذا من جماليات لغتنا..
حين نخاطب ب(حسنأ)..نزداد نعومة ورقة..أما ( أوكي) كلمة أجنبية دخيلة على لغتنا الرصينة..وتداولتها ألسنتنا العربية..أسفًا عليها!

ة قويةكادت تصطدم ( باك ) بصاحباتها: هاي ، أوكي
فقالت بصوتها الشقي: [color=red]بااااك..
التفتتا (حسنًا ) و (مرحبـًا )إليها ولم يجيبان عليهااستغرابًا واستهجانـًا بلفظتها الخشنة
أحست ( باك ) بتطاير علامة الإستفهام التعجبية من عيون المفردات اللغوية الفصحى
فسألت صاحبتيها: مابهماوالتعجب يتطاير من حاجبيهما الغاضب؟!
قالت: ( هاي ) : يبدو أنكِ ستنالين نصيبًا وافرًا من نصح حروفنا العربية الموقرة
التفتت ( باك ) ثم قالت: ماخطبكم ياحروفنا العربية؟!
استأذنتها: (أوكي ) فقالت: (برب ).وسأعود لأرى نتيجة النصح الساخن من أصدقاء العربية!
اشتاظت ( مرحبًا ) و (حسنـًا ) غضبا من تلك الألفاظ المشينة لكنهما كتمتا غيظهما
فقالت مرحبًا : باك لم نفهم عليك ماتقولين حين عدتِ؟
فقالت باك : آهـا وهذا ما أشغل بالكما لا بأس باك تعني تنبيه وإخبار لكم أنني عدت
قالت مرحبًا: لو قلت مرحبًا أو السلام عليكم لأجبنا عليكِ بكل سرور
لكنك تحدثت بلغة غريبة لم نفهم معناها فهي غربية المبنى والمعنى لاتليق أن تتكأ معنا على أريكة السطور..
قالت لحظة: وأنا كذلك (برب ) لاتليق أن تجلس بجواري وتتنافس معنا في نقش البيان..
أيَّدتها أميرتا اللغة العربية: ( مرحبًا )و (حسنـًا ) صدقتِ يارفيقتي

[بينما تهامست ( هاي )و (أوكي ) و( باك ) و ( برب ) فيما بينهن واتفقن على عقد نقاش
لرفيقاتهن الجدد من ألفاظ اللغة العربية ]

فقالت إحداهن:
نحن نشعر أنكم لنا غير راغبين ،وسنعلن الرحيل من سطور البيان ،لكن قبل أن تقنعونا بصحة ألفاظكم وسبب رؤيتكم لنا كغرباء ومستهجنين

قالت مرحبا : بكل سرور سنشرح لكم وجهات نظرنا وأسأل الله أن نتقارب ونصبح أصدقاء أوفياء للغة
بالنسبة لـ ( هاي ) يوجد لها بديلاً راقيًا من ألفاظ اللغة العربية بل هي لفظ أهل الجنة..لذا لأجل أن نلتقي ونرتقي..فنحن نتحدث بلغتهم فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته يحمل إسمًا لله تعالى ( السَّلام )
كما أنه شامل على صيغة الدعاء للآخرين بالرحمة والبركة..
أما لفظ (هاي ) كلمة أجنبية غريبة وغربية لانتحدث بها سوى مع أهلها فقط وغير ذلك لانتداولها مع أبنائنا لأنها لاتحمل صيغة الدعاء والرحمةالتي تتآلف بسببها أرواحنا

قالت حسنًا : كذلك ياصديقتي معنى كلمة ( أوكي ) كلمة دخيلة على اللغة العربية فقد التوت ألسنتنا العربية بها صغارًا وكبارًا..فلم نعد نسمع
كلمة ( حسنـًا ) وإذا نطقها محبين اللغة العربيةسخروا منه أصحابه وأنكروا عليه!
فقالت لحظة : كذلك ( برب ) لفظة شاذة غريبة لاتحمل جمالاً ولا تسمو بسطورنا إلى رقي البيان..ولشدة تداولها بين الناس.تضايق منها علماؤنا الحريصين على النطق السليم فأصدروا بذلك فتوى تبين خطأ هذه الكلمة ومنشأها وخطورتها!
فقالت باك : إذا أنا غريبة لابد أن أبدلها ب (سأذهب وأعود)..
أجابتها لحظة : ماشاء الله ،تصويبك صحيح

في نهاية مائدة الحوار:

تصافحت الألفاظ الأجنبية مع الألفاظ العربية وتعاهدت الأجنبية على أنها ستجدد ألفاظها..وتتحدث باللغة العربية الفصحى..لغة القرآن الكريم..
وبعد الحوار..إنفضت الحروف..عن مجلس السطور..التي ابتسمت لهذا التآلف الندي والوفاق النقي في التنافس بالإرتقاء إلى عرش البيان..
وقبل الذهاب
.قالت باي : باي أحبتي
فقالت إلى اللقاء : ماذا قلنا : يا ( باي ) ابتسمت خجلاً ثم قالت:
المعذرة لن أكررها مرة أخرى
ضحكت الحروف وقلن: إذاً إلى اللقاءسلنتقي على خير.بإذن الله تعالى..وعلى مائدة الحوار نرتقي